القى الكاتب الصحفى السيد هانى نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية كلمة بندوة يوم التضامن مع كشمير التى عقدت اليوم الأربعاء ٥ فبراير الجارى بمقر سفارة باكستان بالقاهرة معلنا تضامنه مع الشعب الكشميرى مطالبا بتنفيذ القرارات الدولية التى تستوجب إجراء استفتاء لحق تقرير المصير
والى نص الكلمة:
السادة الحضور ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى كل مرة نجتمع فيها هنا على أرض السفارة الباكستانية فى القاهرة .. يعتصر قلوبنا الألم ..
يعتصر قلوبنا الألم .. لما يلقاه أخوتنا المسلمون فى كشمير ..
وأيضا .. يعتصر قلوبنا الألم لقلة حيلتنا نحن الأفراد المدنيون ، الذين لا نملك سوى الكلمة التى نقولها .. والتى مهما علا صوتنا بها .. فإنها لن تحمى أهالى كشمير من بطش القتلة الإرهابيين جنود الجيش الهندى .. وربما لن تخرج كلمتنا من أسوار هذا المكان الذى نجلس فيه .. !!
نعم .. يعتصر قلوبنا الألم .. بل وتنزف قلوبنا دما .. على شهداء المسلمين .. فى كشمير .. وفى فلسطين .. صور شهدائنا من الأطفال والنساء والشيوخ .. لن تسقط أبدا من ذاكرتنا .. ستظل باقية فى أذهاننا وعيوننا .. حتى نثأر ونقتص من الهند ومن إسرائيل .. ونحرر بلادنا من هؤلاء القتلة المجرمين ..
عندما أجمع الهند وإسرائيل معا كأعداء لنا .. فذلك ليس من باب البلاغة فى الخطابة .. وإنما من باب قول الحقيقة التى مازالت الحكومات الإسلامية للأسف ..تغض الطرف عنها ..!
لقد أصبحت الهند وإسرائيل الآن جبهة واحدة تقاتل ضد المسلمين .. فى غزة وفى كشمير ..الدليل على ذلك أن الهند أرسلت كتائب مسلحة من جيشها لتصطف إلى جانب الجيش الإسرائيلى فى غزة .. ولتشارك فى قتل سكان غزة الأبرياء .. ولقد تمكنت المقاومة الفلسطينية الباسلة فى غزة من قتل أعدادا من الجنود الهنود وأعادتهم إلى الهند جثثا محشوة فى أكياس من البلاستيك الأزرق ..!
لقد سبقت الهند جميع الدول الغربية فى دعم العدوان الإسرائيلى المجرم على قطاع غزة .. لأن الدول الغربية اكتفت بإرسال السلاح إلى إسرائيل .. بينما الهند لم تكتف بإرسال السلاح .. بل أرسلت الجنود أيضا ..!
أيضا لا يخفى على أحد التعاون العسكرى الهندى الإسرائيلى .. سواء فى مجال الصناعات العسكرية .. أو فى مجال الإستخبارات ..
تذكروا الزيارة التى قام بها وزير خارجية الهند الأسبق “جاسوانت سينج” عام 200 إلى إسرائيل ، وتم خلالها التوقيع على إتفاقية للتعاون بين البلدين فيما أسموه “الإرهاب الإسلامى” .. كما تلى ذلك زيارات متبادله بين الجانبين .. بعضها وسرى وبعضها معلن .. لتكريس وتعزيز التعاون بينهما فى محاربة جماعات المقاومة الإسلامية المسلحة فى كشمير وفلسطين .. التى يطلقون عليها “جماعات إرهابية” ..
أقول بأعلى صوتى : إن جماعات المقاومة المسلحة فى كشمير وفى فلسطين .. ليست جماعات إرهابية .. وإنما هى جماعات تحرر من الإحتلال .. قتالها للإعداء هو جهاد فى سبيل الله .. هو فريضة إسلامية .. كتبت على الذين يخرجون من بيوتهم .. إن شهداء الجماعات المسلحة فى كشمير وفى فلسطين .. هم أحياء عند ربهم يرزقون كما جاء فى القرآن الكريم ..
بسم الله الرحمن الرحيم: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ” .. صدق الله العظيم ..
* * *
السادة الحضور :
ما أشبه اليوم بالبارحة ..
ما أشبه مايجرى الآن فى فلسطين .. أمس فى غزة واليوم فى الضفة الغربية .. بما جرى لإخواننا فى جامو وكشمير ومازال يجرى كل يوم منذ عام 1947 .. عندما اجتاحتها جحافل الشر الهندية .. فسفكت الدماء .. وقتلت .. ودمرت البيوت .. واستولت على الأرض والممتلكات ..!
ومع ذلك للأسف الشديد .. نرى حكومات بعض الدول الإسلامية .. تقيم علاقات التعاون مع حكومة الهند المجرمة بزعامة المجرم الإرهابى ناريندرا مودى ..
بل وللأسف الشديد نسمع بعض النخبة المثقفة فى البلاد العربية والإسلامية تظهر فى الفضائيات .. فتشيد بالتقدم الذى أحرزته الهند فى بعض المجالات وتدعو إلى تعميق التعاون معها ..
– فكيف إذن نتعاون مع دولة إرهابية .. تحتل أراضى شعب مسلم .. تقتل فيها وتسفك الدماء ..؟
– إن ما تنشره الهند فى العالم عن تقدمها .. أغلبه أكاذيب .. والدليل على ذلك .. هى الحالة المذرية التى يعيشها نسبة كبيرة من سكان الهند.. ففى تقارير صادرة عن بعض الهيئات الدولية تقول إن الهند التى يصل حجم الإنفاق العسكرى بها سنويا عشرات المليارات من الدولارات .. مازال يعيش بها 350 مليون نسمة تحت خط الفقر .. ومازال فيها قرابة 100 مليون طفل يعانون من الجوع ..
– وفى تقرير أذاعته القناة الفرنسية الناطقة باللغة العربية مساء يوم الخميس 22 أكتوبر عام 2020.. ضمن برنامج “ريبورتاج” .. قال التقرير: إن أكثر من 100 ألف مزارع انتحروا فى الهند منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضى .. بسبب عجزهم عن سداد مديوناتهم للبنوك .. بؤس الأسر الريفية وانخفاض دخل المزارعين .. مما يضطر المزارعين إلى بيع أراضيهمللشركات الكبرى ، التى تنتهز الظروف الصعبة للمزارعين وتشترى أراضيهم بثمن بخس ..
– لابد أن نعرف أن الثراء فى الهند هو ثراء نخبة برجوازية قليلة العدد بالنسبة لمجموع السكان .. وهى التى تصدرها الهند لوسائل الإعلام العالمية .. لإعطاء صورة مزيفة عن ثراء الهند وتقدمها الإقتصادى .. وذلك من خلال حملة إعلامية واسعة لتضليل العالم تتكون من 750 منفذا إعلاميا مزيفا .. منتشرة فى 116 دولة ..
– هذا الكلام ليس من عندى .. وإنما هو من تقارير صدرت عن بعض الجهات الدولية المستقلة .. وصل الأمر إلى درجة أن الهند استخدمت فى حملتها لتضليل العالم 10 منظمات غير حكومية تابعة للأمم المتحدة .. بل واستخدمت اسم أحد كبار العلماء فى جامعة هارفارد .. هو البروفيسور “لويس ب. سون” رغم أنه متوفى ..
– هذه الهند .. التى وقع كثير من الناس ضحية حملتها الإعلامية المضللة .. وصدقوا أنها متقدمة ..!
* * *
السادة الحضور ..
إن اليوم الذى نجتمع فيه الآن .. الخامس من فبراير عام 2025 .. هو ذكرى أليمة لإخواننا فى كشمير .. يوم ارتكبت جحافل الجيش الهندى البغيض جريمة شنعاء .. فى مدينة سرينجار .. ضد المدنيين الأبرياء من سكان كشمير .. فقتلت منهم العشرات .. لا لشئ سوى أنهم خرجوا فى مظاهرة سلمية .. يوم الخامس من فبراير عام 1989 .. ينددون بالأعمال البربرية القذرة ، التى ارتكبتها القوات الهندية .. عندما داهمت البيوت فى سرينجار .. وتحرشت بالنساء .. واعتدت على الشيوخ والأطفال .. فقوبلت المظاهرة السلمية بوابل من الرصاص .. أطلقه الجنود الهنود .. فقتلوا بدم بارد ..العشرات من النساء والرجال والأطفال من مسلمى كشمير..
قتلوهم .. لكى يسكتوا صوت الحق .. قتلوهم لكى يدفنوا الحقيقة تحت أجسادهم الطاهرة ..
السادة الحضور ..
إننى فى هذا اليوم .. فى تلك الذكرى الأليمة .. أقول بأعلى صوتى لإخواننا فى كشمير :
إذا كانت الحكومات الإسلامية قد نسيت قضيتم .. فالشعوب الإسلامية لن تنساكم ..
لبيك يا كشمير .. لبيك يا غالية .. قادمون إليك بإذن الله .. ياجنة الله على الأرض ..
– يا كشمير .. قادمون إليك بنصر من الله قريب وفتح مبين ..
– ياكشمير .. إن موعد الحرية قد اقترب .. فاصمدى وقاومى .. ياأرض الصمود .. ووطن الجهاد المقدس فى سبيل الله ..
– بوركت ياعرين الأسود .. وجبهة الأبطال ..
– يا كشمير .. أولادك أحباب الله .. أحياء عند ربهم يرزقون .. كل قطرة دم سالت منهم .. هى عطر فى الجنة ..
* * *
السادة الحضور ..
إن يوم القيامة آت لاريب فيه .. يوم نقف جميعا أمام الخالق سبحانه وتعالى ..
لذلك اسمحوا لى بأن أكرر على مسامع قادة وحكام الدول الإسلامية .. ال56 دولة ..
لقد رفعكم الله سبحانه وتعالى على الناس .. !
أعطاكم السطة .. والحكم .. والمال .. والقوة .. والنفوذ ..
تأمرون الناس .. فتطاعون .. !
وسوف تقفون أمام الله سبحانه وتعالى .. فى يوم آت .. لا ريب فيه ..
ستذهبون إلى الله فى هذا اليوم فرادى .. بلا حرس .. ولا سكرتارية .. ولا موبيلات ..
وسوف يسألكم الله عز وجل .. ماذا فعلتم بأسباب القوة التى حباكم بها ..
هل حركتم الجيوش لنجدة أخوانكم المسلمين .. الذين يقتلون فى فلسطين وفى كشمير وفى ميانمار .. وفى غيرها من بقاع الأرض ..
لماذا أنتم ياحكام الدول الإسلامية متفرقون ..؟
ألم يأتكم قول الله سبحانه وتعالى : “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فتذهب ريحكم”..
ألم يأتكم أمر الله سبحانه وتعالى : ” وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم ” ..
لماذا تفرقتم .. وتقاعستم .. وتركتم أخوانكم يقتلون .. ويجبرون على الخروج من ديارهم .. وتمنع عنهم حتى المساعدات الإنسانية .. من دواء وغذاء .. وماء .. فيموت بالجوع منهم من لم يقتله الرصاص ..!
لماذا اكتفيتم بإصدار بيانات الشجب والاستنكار ..
وإذا كنتم .. لا تريدون تحريك الجيوش المسلحة خوفا من خسارة الحرب أمام قوى الشر التى تقودها أمريكا ..
فلماذا لا تطلقون الحرية للجيوش الإعلامية .. لكى تحارب بالقلم ..
لكى تفضح الهند .. التى تدعى صداقتكم .. بينما ترسل قواتها إلى غزة لكى تشارك جيش الصهاينة فى قتل الأطفال والنساء .. وتدمير البيوت ..
لماذا لا تطلقون الحرية للمقاومين بالقلم .. لفضح جرائم الجيش الهندى فى كشمير ..
وليذكروا العالم بأن قضية كشمير هى أقدم قضية على جدول أعمال الأمم المتحدة .. وصدر بشأنها عشرات القرارات الدولية سواء من مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة .. كلها تؤكد على حق سكان ولاية جامو وكشمير فى تقرير مصيرهم بأنفسهم .. وإلزام الهند بإجراء استفتاء فى الولاية حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة .. يقرر فيه سكان جامو وكشمير مصيرهم بأنفسهم .. لكن الهند كما إسرائيل تضرب بقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط ..
الغريب أن الهند تطالب بعد كل هذه الجرائم بالحصول على العضوية الدائمة فى مجلس الأمن .. وهى التى تستحق أن تطرد من الأمم المتحدة لأنها لا تنفذ قراراتها .. التى تمثل الشرعية الدولية وتعبر عن إرادة المجتمع الدولى ..!
* * *
السادة الحضور :
سأنهى كلمتى بأخر الأخبار التى وردت من الهند ..
لقد أوعزت حكومة الهند بقيادة الإرهابى ناريندرا مودى إلى الشرطة الهندية بالمرور على المساجد أيام الجمع .. وركل المصلين خارج المساجد بالأحذية أثناء سجودهم لله ..
• ليس هذا فقط .. بل وصل الأمر إلى درجة أن إحدى المحاكم الهندية أصدرت حكما بالسماح للهندوس بآداء صلاتهم بأحد المساجد التاريخية فى الهند .. يعود تاريخه إلى القرن ال 17
• المعروف ناريندرا مودى قاد حملة هندوسية متطرفة لهدم مساجد المسلمين فى الهند .. ونجحت هذه الحملة بالفعل فى هدم بعض المساجد .. وأشهرها مسجد بابرى ..
ذلك لأنهم يريدون أن يتحول المسلمون فى الهند إلى غرباء ..
يريدون هدم المساجد والمآذن .. لكى تسقط راية الإسلام ..
لكن لا .. وألف لا ..
لن تسقط راية الإسلام أبدا ..
لن تسقط راية لا إله إلا الله ..
ستظل مرفوعة .. خفاقة .. فى وجه الظلم والإحتلال والعدوان ..
سيظل الآذان يرفع فى كل مسجد .. من فوق كل مأذنة .. 5 مرات كل يوم ..
الله أكبر .. الله أكبر ..
نشهد أن لا إله إلا الله .. ونشهد أن محمدا رسول الله ..
حى على الصلاة .. حى الصلاة ..
حى على الفلاح .. حى على الفلاح .. الله أكبر الله أكبر ..
• سيظل صوت الآذان .. يجمعنا للصلاة ..
• سيظل صوت الآذان ينزل الرعب فى قلوب هؤلاء القتلة والإرهابيين .. الذين لا يريدون الخير للمسلمين .. ولا للإنسانية ..!!
• غدا سوف ينجلى الليل .. وينقشع الظلام ..ستنتصر فلسطين .. وتتحرر كشمير ..
• عاشت فلسطين حرة ..عاشت كشمير حرة ..
• يسقط أعداء الإسلام .. أعداء الحرية .. وأعداء الإنسانية ..