منوعات

الدكتور وليد عرفات: نتجه نحو الطب الشخصي.. والعلاج المناعي يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة الأورام المستعصية

كتب : ماهر بدر

قال الدكتور وليد عرفات، أستاذ أستاذ طب الأورام جامعة الإسكندرية، إن التطور العلمي في مجال علاج الأورام بات يشهد نقلات نوعية غير مسبوقة، على رأسها التوجه العالمي نحو “الطب الشخصي” (Precision Medicine)، الذي يعتمد على تحليل الطفرات الجينية لكل مريض لتحديد العلاج الأمثل له، وهو ما يسهم في رفع نسب الشفاء وتقليل الأعراض الجانبية بشكل ملحوظ مقارنة بالطرق التقليدية.

وأوضح د. عرفات أن الطب لم يعد يعتمد فقط على العلاج الكيميائي والإشعاعي، بل ظهرت تقنيات متقدمة مثل “العلاج المناعي” و”العقاقير الموجهة”، والتي تستهدف الخلايا السرطانية تحديدًا دون التأثير على الأنسجة السليمة، وهو ما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من فعالية العلاج.

وأضاف أن من أبرز الابتكارات التي نوقشت في الأوساط العلمية مؤخرًا ما يُعرف بـ “القنابل الذكية” (Smart Bombs)، وهي تقنيات متطورة تستهدف الورم السرطاني بدقة شديدة دون الإضرار بالجسم كله، مشيرًا إلى أن هذه التكنولوجيا بدأت تُحدث فرقًا ملموسًا في علاج عدد من الأورام الصعبة.

كما أشار د. عرفات إلى التطور الكبير في علاج أورام الدم، خاصة مع إدخال تقنية “CAR-T Cell Therapy”، التي تعتمد على تعديل الخلايا المناعية للمريض وراثيًا لتصبح قادرة على مهاجمة الخلايا السرطانية، لافتًا إلى أن هذه التقنية تمثل تحولًا جذريًا في علاج الأورام المستعصية التي لم تكن تستجيب للعلاج التقليدي.

وتابع أن أورام البنكرياس لا تزال واحدة من أكبر التحديات، نظرًا لصعوبة اكتشافها مبكرًا ومقاومتها لأنواع متعددة من العلاج، إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت تُظهر نتائج واعدة بفضل بروتوكولات علاجية جديدة وأدوية مبتكرة يتم اختبارها حاليًا.

وشدد على أن المستقبل في علاج الأورام يتطلب الدمج بين التكنولوجيا الحديثة والتحليل الجيني ونمط الحياة الصحي، مشيرًا إلى أن تبني أسلوب حياة نشط – كالمشي السريع أربع مرات أسبوعيًا – يمكن أن يقلل من فرص الإصابة ببعض الأورام بنسبة تصل إلى 30%، كما أن الحفاظ على وزن مثالي والابتعاد عن السمنة يمثلان خط دفاع قوي ضد العديد من أنواع السرطان.

ختم الدكتور وليد عرفات بتأكيده أن مصر تخطو خطوات ثابتة نحو نقل هذه التكنولوجيا المتقدمة إلى الداخل، بالتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة مثل معهد “جوستاف روسي”، ما يعزز فرص العلاج محليًا ويرفع كفاءة الكوادر الطبية، لتصبح قادرة على مواكبة أحدث ما توصل إليه العلم في مجال الأورام.

زر الذهاب إلى الأعلى