الرئيسيةمقالات الرأي

الإمارات.. اقتصاد الريادة والاستدامة

بقلم/ محمد عبيد المهيري

“المرتبة الخامسة عالميا في مؤشر النمو الاقتصادي الحقيقي”، كان هذا الرقم هو تصنيف الاقتصاد الوطني الإماراتي الذي ما زال يتصدر المؤشرات الدولية والعالمية ويتغلب على صعاب وأزمات متلاحقة باتت تعصف بالعالم خاصة منذ جائحة كورونا ثم تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

ولأن لغة الأرقام لا تكذب فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة للإمارات خلال العام الماضي بحسب المركز الاتحادي الإماراتي للتنافسية والإحصاء حوالي 1.68 تريليون درهم أي ما يعادل 457 مليار دولار بنمو 3.6%، فيما بلغ الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بالأسعار الثابتة 1.25 تريليون درهم بنمو 6.2%، ليعكس ذلك قوة ومتانة الاقتصاد الإماراتي ليس فقط على مستوى الداخل ولكن عالميا وذلك بفضل سياسات القيادة الرشيدة وإيجاد بيئة اقتصادية واستثمارية مواتية.

ولأن الإمارات لا تكتف فقط بما تحققه بل تتطلع لما هو آت وبناء المستقبل، فوفق توقعات البنك الدولي ستكون الإمارات الاقتصاد الأفضل أداء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام 2024، متوقعا نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9% وستصل النسبة إلى 4.1% في العام المقبل وذلك رغم التحديات الدولة والاضطرابات الإقليمية التي تعصف بالمنطقة.

تقارير البنك الدولي وكذلك صندوق النقد الدولي أكدت أن اقتصاد الإمارات سيواصل النمو مدعوما بنشاط قطاعات السياحة والبناء والتصنيع والخدمات المالية، ليؤكد أن اقتصاد الإمارات متنوع ومستدام ولا يعتمد على النفط والصناعات المرتبطة به وهذا ما يوضح لنا سر تفوق وصمود اقتصاد الإمارات أمام التحديات المتلاحقة والصراعات الدولية والكوارث البيئية وغيرها التي باتت مصدر تهديد للعالم برمته.

ولأن قيادة الإمارات تدرك خطورة هذه التحديات كانت سباقة في الاستعداد لها ومواجهتها بل وتحويل المحن والأزمات إلى منح وفرص فقد نجحت في جذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع الاستثمار المحلي وتطوير القطاعات كافة عبر حزم تحفيز لدعم الشركات والمستثمرين مستغلة في ذلك إمكاناتها البشرية والمادية على أكمل وجه.

وهذا التطور والتقدم ومنافسة الاقتصادات الكبرى لم يأت من فراغ فرؤية الإمارات 2030 وضعت خطوات عملية تسير عليها الدولة وأجهزتها كافة، بل تم وضع رؤية الإمارات 2071 لتحدد مسارات واضحة وقابلة للتنفيذ وقد أتت ثمارها بالفعل وتؤكدها الأرقام والواقع الذي لا ينكره أحد.

ونحن على ثقة أن الإمارات بشعبها وقيادتها الرشيدة لا تكتف بما حققته من إنجاز بل تتطلع دائما إلى المستقبل فهذا هو عنوانها ورؤيتها وسياستها ليس فقط في الاقتصاد ولكن في المجالات كافة.

زر الذهاب إلى الأعلى